مغارة جعيتا، جوهرة السياحة اللبنانية
|مغارة جعيتا: لوحة من إبداعات الخالق، جوهرة السياحة اللبنانية.
من رحم الإبداع صورها الخالق… على أرض لبنان. عجنها بغموض وجاذبية لم يستطع العلم حتىا لآن فهمها. مغلفة بالأسرار والألغاز حتى حار العلماء في فهم جوهرها. من رحم الإبداع صورها الخالق… لتميز لبنان بمعلم حضاري جمالي طبيعي، يجذب إليه سنوياً مئات الآلاف من عشاق المغامرة والطبيعة للتعرف إليه… وليترشح ليخوض سباق أعاجيب الدنيا السبع… أعجوبة قد تظنها من نسج الخيال، ولكنها واقع وحقيقة، استُكشفت من طلقة رصاصة!!!
في ثلاثينات القرن الماضي، تم اكتشافها، عندما قام المبشر الاميركي وليام طمسون بالوصول اليها في رحلة صيد أطلق خلالها رصاصة، فكان للصدى الذي احدثه صوت الرصاصة أن نبهه إلى وجود امتداد جوفي لهذه المغارة. ومن هناك، بدأت رحلة اكتشافها، حتى باتت مقصداً يؤمه المواطنون والسياح للتعرف على هذه الأعجوبة التي تخلب الألباب!
تقع مغارة جعيتا في محافظة جبل لبنان، في وادي نهر الكلب، على بعد 20 كلم الى الشمال من بيروت، وتعتبر من أشهر المغارات في العالم بسبب سحرها وغرابة تكوينها. إذ شكل تسرب المياه على مدى سنين وسنين، حفراً وتجاويف طبيعية، شكلت من مغارة جعيتا لوحة خيالية بروعة لم تمتد اليها يد بشرية ولم تسهم في جمالها أية مخيلة أو عبقرية. وهي مؤلفة من طبقتين: الطبقة أو المغارة العليا (الجافة) والمغارة السفلى (المائية).
الوصول بالسيارة سهل إلى مغارة جعيتا، تركنها في ساحة الانتظار، لتبدأ جولتك القصيرة ب”التليفريك”، وهو عبارة عن عربة معلقة تجعلك معلقاً بين السماء والأرض، كما يمكنك أن تستقل القطار الذي تجره عربة ذات محرك بخاري، والذي مهمته نقل الزوار إلى المعارض العلوية.
في المغارة السفلى، تأخذ واحداً من القوارب الصغيرة لتتأمل آيات من الإعجاز الطبيعي: سقوف شكلتها عوامل الزمن بشكل طبيعي ودون أي تدخل إنساني، ترسبات من الكلس ترتفع مرات لتنحني مرات أخرى، تخالها بيضاء عاجية اللون مرات، ومرات أخرى تراها وقد ارتدت الأحمر المرجاني. من تحت المياه يتلآلأ الضوء ومن فوقها تتوزع الصخور، فتظن نفسك تتجول في عالم لا يتحقق إلا في الأحلام: شجر وماء وعشب، وكل ما تشتهيه العين، وتلتقطه الأذن حتى يعجز العقل عن استيعاب كم الألغاز المحيرة التي تحيط به من كل حدب وصوب.
في المغارة العليا، التي سبقت ولادة المغارة السفلى بملايين السنين، تسمع إيقاعات أشبه بأنغام زقزقة العصافير وكأن الطبيعة تحتفل وتهلل احتفاء بزيارتك. ولا عجب أن سُميت هذه المغارة باسم «الغاليري» لاحتضانها بهواً كبيراً يضم أشكالاً غريبة من التماثيل والمنحوتات والشموع التي تتدلى في كل مكان، وكل هذه اللوحات المذهلة لم تسهم يد بشرية في صنعها.
بعد مغادرتك للمغارتين، تقف مفتوناً بكل ما رأته عينك، وسمعته أذنك، وعجز عن حل لغزه عقلك. رحلة ولا في الخيال، يزداد شوقك لهذا المكان الذي يعج بتلك الكنوز الطبيعية والروائع الفنية.
تتوقف عند القرية النموذجية التي صممت لتماثل شكل قرية لبنانية متوجة بيوتها بالقرميد، ثم تمتع نظرك بالحيوانات الاليفة تحاكيك من أقفاصها مرحبة بك وبزيارتك. وبالطبع، كسائح ترغب بشراء تذكارات عن رحلتك إلى هذه الأعجوبة الخيالية، لهذا، ستجد عدة متاجر تباع فيها حرفيات من التراث اللبناني بالاضافة الى العديد من المطاعم، والاستراحات التي ستوفر لك قسطاً من الراحة، أثناء توغلك في نبع الاسرار هذا. كما توفر إدارة المغارة العديد من الفعاليات الثقافية التي تضم الرسم والشعر والموسيقى.
ما الذي تحتاج لمعرفته أثناء زيارتك لمغارة جعيتا؟ إليك بعض النصائح والإرشادات التي ستجعل زيارتك ممتعة ومسلية:
· إذا كنت ترغب في محل للإقامة قريب من المغارة، يمكنك التوجه إلى فندق “لو روايال” في منطقة ضبيه، الذي يبعد ٢٠ دقيقة عن هذا المعلم السياحي.
. في فصل الصيف، تفتح مغارة جعيتا أبوابها أمام الزائرين في المواعيد التالية:
· من الثلاثاء حتى الخميس: من التاسعة صباحاً حتى السادسة بعد الظهر.
· من الجمعة حتى الأحد: من التاسعة صباحاً، حتى السابعة مساء. وتقفل الاثنين من كل أسبوع.
· تستغرق الزيارة ما يزيد على الساعتين.
· يمكنك الحصول على بطاقة الدخول على مدخل مرفق جعيتا، وتخولك هذه البطاقة دخول المغارتين والتمتع برحلتي التلفريك والقطار. كما تمكنك من مشاهدة الفيلم الوثائقي. ويجب الاحتفاظ بهذه البطاقة حتى انتهاء الزيارة وخروجك من المغارة.
· تهتم إدارة المرفق بالبيئة الطبيعية لمغارة جعيتا، حفاظاً منها على المغارة سليمة وأخاذة، وخالية من أية شوائب، لتبقى على جمالها وتميزها. من هنا كان لا بد من وضع بعض الممنوعات على الزوار، مثل منع الأكل والشرب فيها والتقاط الصور التذكارية.
· كل من زار هذه الأعجوبة أخذته الدهشة، ولا يصحو منها إلا على ألف سؤال وسؤال: من أين ارتفعت تلك الشموع؟ ومن أين تناثرت تلك المحفورات التي تبدو وكأنها صور سماوية تفنن الخالق في صنعها؟ وما هي تلك الألوان الغريبة التي يعجز اللسان عن وصفها؟ وكيف اجتمعت وتداخلت مع الضوء والظل؟ وكأن كل عباقرة النحت والرسم اجتمعوا لصنع هذه التحفة الخيالية التي تتعانق فيها التفاصيل في سمفونية حب تعجز أي يد إنسانية عن نحتها…
روابط مفيدة:
حجوزات الفنادق قرب مغارة جعيتا
- منحوتات في جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- منحوتات في جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- محل التذكارات والحرف بجعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- رجل الزمن – صورة ملك روبن أبو ترابي
- مغارة جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- مغارة جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- مغارة جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- مغارة جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي
- حامي الزمن – صورة ملك روبن أبو ترابي
- رحلة في مغارة جعيتا السفلى – صورة ملك رويترز: شريف كريم
- منحوتات في جعيتا – صورة ملك روبن أبو ترابي